ريّان

ثمة سرّ، في تلك القرى المنسيّة على امتداد مساحة أوطاننا العربية، القرى المنزوية، القديمة، والبعيدة. ثمة علاقة حميمية، وبراءة بنكهة خاصّة، ودفء وحنان مميز يلفّ حدودها، كما كانت في الماضي، وفيما تبقى من أيامها في الحاضر، ما يجعلنا نفكر مرة أخرى في سلوكياتنا الاجتماعية الحديثة، بالغة البرودة، بالغة التكلّف، والسلبية. في هذا النص، يستعرض الكاتب قدرة وسام، بطل القصة ذي الثمانية أعوام في هذه القرية على تذكّر أسماء كل شخصيات القرية، حيث الجميع يعرف الجميع، يستعرض بساطة أن يستطيع جمع الفرّان وأستاذ المدرسة والجدة التي تحفر الكوسا في "مباراة"، بساطة أن يجمعهم على فكرة إيجابية رياضية دون تعقيد، ودون ألف حساب. يستعرض كيف يمتلك طفل مثل وسام إصرار وثقة، كي يصنع تغييراً مباشراً في المجتمع، كي يحرك أفراده شخصياً بالاسم لصنع التغيير. نص بريء بكلمات بسيطة، كبساطة أهل القرية، يمكن للطفل أن يتابع أحداثه بفهمه للون الأدبي المطروح، أدب الرسائل. فنحن نرى نصوصاً من جانب واحد لوسام، دون أن نرى رد أخيه، لأنه يستطيع بجدارة أن يعبّر عما يجول في خاطره بذكاء على الرغم من بساطة فهمه للأمور، بما فيها فكرة أنه اعتقد كرة السلّة كرة قدم، وأنّ رامي الذي أتى من المدينة يستمتع باللعب بهاتفه الخلوي أكثر من استمتاعه باللعب مع أقرانه في القرية.

• نص: تمارا قشحة
• رسم: ساشا حداد
• العمر: +9
• الناشر: دار السلوى
• عام النشر: 2022